أكّد الوزير السابق شربل نحاس أنّ حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" تخوض الانتخابات البلدية والاختيارية في كلّ المناطق، وهي لا تحصر نفسها في العاصمة بيروت أو في منطقة محدّدة، وإنما تنطلق من فكرة أنّ الدولة منهارة كلياً والمجتمع يكاد ينهار، وبالتالي فإنّ الأمور يجب أن تُقارَب بجدية، بعيداً عن منطق "طق الحنك والعنتريات".
وفي حديث لـ"النشرة"، رفض نحاس المنطق القائل بالخصوصية والعائلات في الانتخابات البلدية، موضحاً أنّ ما يُقال عن أنّ لا علاقة للانتخابات البلدية بالسياسة "كذبة كبيرة، ويدلّ على أنّ البعض يتعامل معها وكأنّها مشهد هزلي منفصل عن الواقع"، لافتاً إلى أنّ حركته تعتبر أنّ هذه الانتخابات "هي امتحان لطرحها وللناس الذين يتجرّأون على الترشّح وللناخبين الذين يشكون ليلاً نهاراً من سوء الأحوال، من دون أن يقبلوا بأيّ طرح بديل".
ورداً على سؤال عن الانتقادات التي يتعرّض لها كونه يخوض المعركة البلدية، وهو الذي سبق أن كان وزيراً في الحكومة، اعتبر نحاس أنّ المشكلة هي في نظرة الناس إلى الخدمة العامة وكأنّها مراتب من الوجاهة، مشيراً إلى أنّ من يعتقد ذلك من الطبيعي أن يتعجّب، "ولكن في المقابل، من يعتبر أنّ المسؤوليات هي فرصة ليحقّق المرء شيئاً لا يرى مراتب ولا وجاهة"، وقال: "هذه فرصة لنستفتي الناس، وأفقنا ليس محصوراً ببلدية هنا أو مقعد هناك، بل تغيير جدول الأعمال برمّته".
وتعليقاً على لائحة "البيارتة" التي ضمّت تكتلاً من الأحزاب السياسية، قال نحاس ساخراً: "بياخدوا العقل، بيجنّنوا، يقبروني ما أحلاهم"، وتمنى أن يكون المرشحون على هذه اللائحة يعرفون أسماء بعضهم البعض، خصوصًا أنّهم أشبه بتجمّع من كلّ وادٍ عصا، واصفاً ذلك بأنّه مشهدٌ هزليٌ مفجع.
واستغرب نحاس مشاركة "التيار الوطني الحر" في هذه اللائحة، مشيراً إلى أنّها غير مفهومة، مذكّراً بأنّ "التيار" قاطع إلى جانب "حزب الله" هذه الانتخابات عام 2010 احتجاجاً على إقرار النسبية في الانتخابات البلدية ووصفها بحفلة الكذب، متسائلاً ما الذي تغيّر اليوم حتى يعدل عن موقفه بهذا الشكل.
وعن كلام الوزير نقولا صحناوي لـ"النشرة" الذي اعتبر فيه أنّ مشاركة "التيار" في لائحة "البيارتة" لا تعني أنّه غيّر موقفه من "سوليدير"، رغم أنّ رئيسها جمال عيتاني هو المدير العام لشركة "سوليدير"، قال نحاس: "الصحناوي حبيبنا، ولكن هذا الكلام بمثابة التباس"، وأضاف: "هذا يعني أنّهم يتعاملون مع الانتخابات وكأنّها للتسلية لا أكثر، فأنا مثلاً على خلاف مع رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، ولكن إذا التقيت معه في المطعم، أصافحه وأشرب معه القهوة، ولكن لا أخوض معه معركة جدية"، وتابع: "إذا كانوا يعتبرون البلدية بمثابة شرب قهوة، يجلسون سوياً، ولكن إذا كانوا يعتبرونها قضية جدية فلا يفعلون ذلك".
أما لائحة "بيروت مدينتي"، فرفض نحاس وصفها بالمعارضة، لافتاً إلى أنّ المؤشرات توحي أنّ كلّ الأحزاب معها، من رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الذي هنّأ المرشح أحمد قعبور إلى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي يتكّل عليها لكسر حاجز الأحزاب، إلى وائل فؤاد السنيورة الذي يعتبرهم الخيار الوحيد. وقال: "هم ربما ضائعون، ولكنه أمر جائز في أي شركة أي يكون هناك اثنان يتنافسان على من يستطيع أن يقدّم أداءً معيّناً أفضل". وأشار إلى أنّ البرنامج الذي قدّمته لائحة "بيروت مدينتي" لا يعارضه جمال عيتاني بطبيعة الحال، فهو ليس وحشاً كاسراً يريد كسر الرصيف أو طمر الناس بالنفايات.
وختم نحاس مشدّداً على أنّ الخلاف ليس حول المسائل التقنية التي يتفق عليها الجميع، بل حول السياسة والمضاربات العقارية و"سوليدير" وغيرها، مؤكداً أنّ السياسة ليست وجاهات.